تصرفات مديرك شايفها عادي بس هي في الحقيقة محتاجة تتغير

كلنا عارفين ان ترقيتك في الشغل بتعتمد بشكل كبير على مجهودك اللي بتبذله، بس هل كل اللي بيبذلوا مجهود يستحقوا يترقوا ويوصلوا لدرجة مديرين وتحتهم فريق كامل؟

اه حقهم يترقوا، وكمان مرتبتهم تعلى، بس يكون تحتهم فريق دي فيها نقاش تاني

لأن من المنتشر انك تلاقي حد يكون شاطر على المستويات العملية، بيعمل عرض كويس، بيكتب كويس، بيعرف يعمل خطة ودراسة متخليش العميل يروح منه

لكن مبيعرفش يتعامل على المستويات الشخصية، وأي مدير محتاج فريق علشان ينجح، لكن بالتصرفات اللي جاية دي، الفريق ده ممكن ميكملش!

للعلم، التصرفات دي مش بتدل على حاجة شخصية، أو مقصودة، بس للأسف كتير من المديرين بيعملوها وهما فاكرين أنهم بكده هينجحوا أكثر

ويمكن أول صفة واللي بنلاحظها كتير وهي

المقارنة

“انت ليه متكونش زي فلان”، أو ” انا كنت مستني منك حاجة زي فلان”، الجمل دي بنسمعها كتير جدا في الشغل، وهي للأسف تأثيرها السلبي أكبر بكتير من الإيجابي، فالمدير بيفتكر انه بكده بيدي الموظف دفعة انه يتطور أكثر عن طريق انه يراقب ازاي زميله بيشتغل، أو حتى يتغاظ منه فيقرر انه يبقى أحسن منه

وده للأسف حاجة مبتحصلش، لأن الموظف بيحس بالتقليل منه ومن جهوده، وبيبدأ يكره الشغل ويحس انه مفيش حاجة مهمة فليه يتعب نفسه

ده غير انها بتحسسه بأنه طفل بيتهزأ من أهله، وده أكيد حاجة محدش عايز يحسها، ومش هتخلق غير روح من العداوة في الفريق

وفي الحقيقة حتى المدير مش هيحب انه يتقارن بباقي المدراء.

علشان كده ساعات كتير بيتقال ان المقارنة مش بتعبر عن فشل موظف ونجاح التاني،

المقارنة معناها إدارة كسولة عن تطوير الموظفين الخاصة بهم.

التمييز

مينفعش نتكلم عن المقارنة من غير نتكلم برده عن التمييز بين الموظفين

يعني لما المدير ساعات بيسامح موظف معين عن التأخير، أو تأجيل أي شغل مطلوب، لكن في المقابل هو ممكن يضايق موظف تاني علشان اتأخر شوية، تفتكر ده ممكن يؤدي لايه؟

أو ساعات المدير بيبين تفضيله لموظف عن موظف تاني، ويحب فيه، ويشكره دائما على عكس باقي الموظفين، ده برده ممكن يؤدي لايه،

أكيد هيخلي الموظف المفضل موجود في الشركة، لكن قدامه هيمشي عشرة، لأنهم دائما حاسيين انهم برة، وغير مرغوب فيهم،

علشان كده من المفروض ان العلاقات الشخصية تنفصل عن الشغل، وجوا المكتب كله يبقى واحد سواء في الخير والتقدير، أو الخصومات والتأنيب.

عدم تقديم الملاحظات أو تقديمها علنًا

فيه بعض المدراء بيحسوا بالحرج انهم يقدموا تعليق على شغل حد، برغم انهم شايفين الغلط، وشايفين انه بيتكرر،

إلا إنهم بيستنوا التقييم السنوي أو النصف سنوي للموظف علشان يقولوا فيه كل التعليقات مرة واحدة

وده بيخلى الموظف يعدي شهور من حياته من غير ما يتطور، ولا يستفيد اي حاجة، بل بالعكس نسبة قبولة للتعليقات دي في وقت واحد هيقل بشكل كبير، ومش هيقتنع بها كونها مجتش في وقتها الصح.

لكن فيه مدراء تانية بيحبوها انهم يحسنوا من اداء شغلك،

بس قدام الشركة كلها، لازم اخطائك تتبعت على الجروب الكبير، وكله يشوفها، في بعض الأحيان بصراحة ده بيكون تصرف صح، لو النقد مريح وقصده التطوير، واللي منه برده ممكن باقى أعضاء الفريق يتعلموا،

لكن لو النقد كان جاي بطريقة سلبية وفيها سخرية، فهي مش هتفيد أن المدير يستلم ال(تاسك) بعد كده بطريقة أفضل، بل بالعكس هو هيستلم استقالة.

علشان كده بنتمنى ان كل مدير يعرف ازاي يقدر يقدم ملاحظاته بطريقة هادية وتشجع الشخص على الشغل أكثر.

البحث عن الأخطاء دائمًا

تقديم الملاحظات من أهم أساسيات العمل لو عايز اطور من موظفيني

لكن تصيد الأخطاء زي انت ليه مش حاطط فصلة، أو اللون ده مش عجبني

ودائما بداية التقييم او التعليق بالسلبي فالايجابي، برده بيخلى الموظفين بمرور الوقت يفقدوا شغفهم تجاه شغلهم،

علشان دائما بيحسوا انهم مش قادرين يوصلوا للنجاح اللي المدير بيحطه.

سياسة الأبواب المغلقة

الباب المقفول، التكشيرة، الزعيق بصوت عالى، كل دي صفات كانت ومازالت مربوطة بمديرين كتير

وللأسف النوع ده من المديرين بيشوف ان دي أنسب طريقة علشان يبين شخصيته، وانه كله يحترمه، ويخاف منه

لكن للأسف لا بيحصل احترام ولا خوف، بل بالعكس، بيحصل انك بتربي موظفين عندك قاعدين بس لحد ما يلاقوا شغل تاني

علشان كده انك تصاحب فريقك هو ده اللي ممكن يخليك مدير بيحترموه وبيخافوا من زعلوا.

عدم التشجيع أو التقدير 

ساعات كتير بنقعد كلنا نشتغل ساعات أطول، وفي الاجازات كمان، وبيكون التعب واصل اخر حده مننا،

وياما عيطنا في الحمام برده علشان حاسين قد ايه الشغل كتير،

بس كل التعب ده بيروح أول ما تسمع شكر من مديرك لك قدام كل الناس، وتعبيره عن تقدير تعبك، وانك فعلا اثرت في الشغل بشكل ايجابي

لكن للاسف، ساعات كتير في مدراء بيحسوا ان التعب ده واجب، والمفروض إنك تعمله، لأن ده مش شئ مميز، وده ممكن يكون بيزود نسبة الإحباط ل100%

عدم السيطرة على النفس

فيه مدراء كتير بيكون عندهم صعوبة في السيطرة على نفسهم وقت الضغط، فبيبدأ انه يضغط الأشخاص اللي تحتيه، كنوع من أنواع الدائرة كل واحد بيضغط على الأصغر منه

فيبدأ الفريق كله يتنقله احساس الضغط والتوتر، فيبدأ الشغل بدل ما يحصل بحب، وشغف، يحصل بعصبية وخناق، لحد ما بيخلص

بس لما بيخلص بيكون خلص علاقات كتير أوي تحتيه، وبيبدأ الفريق يعرف ان مش ده المدير الصح.

كونك مدير هو شئ فعلا صعب، ومسؤولية كبيرة، لأنك مش بس مسؤول عن شغل للعملاء بتوعك، انت مسؤول عن الحالة النفسية اللي بيمر بها كل موظف عندك، وممكن تكون السبب في مرض نفسي، أو حزن، أو انعدام ثقة هيعيش به الشخص طول عمره، فقبل ما توافق وتقرر انك تبقى مدير، اسئل نفسك، انا قد اني اخلق بيئة عمل صحية كله فيها متساو، لو لا، متقبلش تكون مسؤول عن فريق كامل.