مشهد معقد في سوريا.. حلب في قلب الصراع من جديد

تطورات مفاجئة في سوريا: فصائل مسلحة تسيطر على معظم حلب

شهدت سوريا في الأيام الأخيرة تطورات مفاجئة، حيث تمكنت فصائل مسلحة مدعومة من جهات إقليمية، بقيادة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، من السيطرة على معظم مدينة حلب في شمال البلاد. الهجوم، الذي بدأ في اليومين الماضيين، استهدف مناطق تابعة للجيش السوري في شمال وشمال غرب البلاد. ويعد هذا الهجوم أكبر تقدم للفصائل المسلحة منذ سنوات.

تقدم سريع للفصائل المسلحة

وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، دخل مقاتلو المعارضة العديد من الأحياء الجنوبية والغربية من مدينة حلب دون مقاومة كبيرة من الجيش السوري، الذي انسحب من بعض المواقع الهامة. كما سيطر المقاتلون على مناطق استراتيجية مثل قلعة حلب الشهيرة، مما تسبب في حالة من الذعر بين السكان المحليين الذين شعروا بالعجز أمام هذا التقدم السريع.

النزوح والضحايا

أسفرت الاشتباكات بين الجيش السوري والفصائل المسلحة عن نزوح أكثر من 14 ألف شخص، نصفهم من الأطفال، وفقًا للأمم المتحدة. وأوضح ديفيد كاردن، نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن الهجمات أسفرت عن مقتل 27 مدنيًا على الأقل، بينهم أطفال دون الثامنة من العمر. وأكد على ضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية.

إجراءات الحكومة السورية

ردًا على هذه التطورات، أغلقت السلطات السورية مطار حلب وألغت جميع الرحلات الجوية. في الوقت نفسه، وصلت تعزيزات عسكرية إلى المدينة لاستعادة المناطق التي فقدها الجيش. كما شنت الطائرات الروسية والسورية أكثر من 20 غارة جوية على مناطق في إدلب، مما أسفر عن مقتل شخص واحد.

سيطرة الفصائل المسلحة على مواقع استراتيجية

سيطرت الفصائل المسلحة على عدة مواقع هامة في حلب، مثل مقر قيادة الشرطة ومبنى المحافظة، إضافة إلى مدينة سراقب في إدلب، التي تعتبر نقطة وصل مهمة بين حلب واللاذقية ودمشق.

التطورات السياسية المحتملة

يرى بعض المراقبين أن هذه التطورات قد تكون مرتبطة باتفاق غير معلن بين سوريا وتركيا، يسمح لأنقرة بتمكين دمشق من السيطرة على مدن الشمال. وقد دفع ذلك الفصائل المسلحة إلى شن الهجوم لمنع أي اتفاق سياسي بين البلدين. كما يعتقد البعض أن توقيت الهجوم جاء نتيجة انشغال إيران وروسيا في صراعات أخرى، مما جعل الفصائل المسلحة تتحرك لتقويض أي محاولات للتطبيع بين دمشق وأنقرة.

موقف القيادة السورية والدعم الروسي

من جانبها، أكدت القيادة السورية مقتل العشرات من جنودها خلال الاشتباكات في جبهتي حلب وإدلب. وأوضحت أن إعادة انتشار قواتها جاءت بسبب تعدد جبهات القتال وكثرة الفصائل المسلحة. الجيش السوري يخطط للقيام بهجوم مضاد فور وصول التعزيزات العسكرية.

ردود الفعل الدولية

على الصعيد الدولي، اعتبر الكرملين الهجوم على حلب انتهاكًا لسيادة سوريا. وأعلن عن تعزيز دعمه العسكري للجيش السوري.