رحلة للسيدة زينب
انهاردة حبينا نأخدكم معانا في رحلة عملناها في أعماق القاهرة، جوا حي السيدة زينب، قعدنا نتمشى لحد ما وصلنا لشارع قدرى جنب مسجد أحمد بن طولون، وهناك لقينا المكان اللي كنا بندور عليه، بيت الكريتلية، أو بيت امنة، وممكن نقول عليه بيت الجزار، لكنه أتعرف أكثر كونه متحف جاير أندرسون، كل الأسماء دي لنفس المكان، وكل أسم له حكاية
المتحف ده يعتبر من أهم متاحف مصر القديمة، لأنه مليان أثار فرعونية، وإسلامية، وأثار كمان من أسيا وأوروبا، كل الاثار والتحف دي ملك الضابط الإنجليزي جاير أندرسون، وحطهم في البيت بعد ما استلمه من الحكومة المصرية.
ايوة هو ده اللي متسمي البيت على اسمه دلوقتي، لكن البيت زي ما قلنا له أسماء كتير وحكايات أكثر
أول الحكاية
أولا البيت ده مش واحد هما اتنين، ففي القرن ال16 قرر المعلم عبدالقادر الحداد سنة 1545 أنه يبني بيت فوق جبل “يشكر” في السيدة زينب يسكن فيه، وبعد قرن سنة 1631 بنى الحاج محمد الجزار بيت جنبه أكبر، وأجمل في شكله المعماري.
وبعد سنين وسنين على بداية القرن ال 19 كده اتباع بيت الجزار لواحدة جاية من جزيرة كريت، وبيت الحداد اتباع لواحدة من الصعيد وهي السيدة امنة بنت سالم، وعلشان كده بقا عندنا بيت الكريتلية، وبيت امنة، لكن وزي ما احنا متعودين، الحلو مبيكملش، فالزمن دمر البيتين، وجمالهم اختفى تحت التراب، ويقال أن أجزاء كتيرة من البيوت اتهدمت.
وفي سنة 1920، الحكومة أصدرت قرار بهدم البيوت اللي حوالين جامع أحمد ابن طولون علشان يوسعوه، لكن دار حفظ الاثار العربية لقت ان البيتين في حالة مش وحشة أوي، فقرروا انهم يحافظوا عليه ويرمموه، لكن فيه ناس بتقول لا، اللي رممه كان جاير أندرسون
الطبيب والظابط الإنجليزي جاير أندرسون
بطل الرحلة دي وهو الضابط والطبيب الإنجليزي جاير أندرسون اللي لما عرف ان البيتين هيتهدمموا، عرض على الحكومة المصرية انه هيتكفل بترميم البيتين دول، وهيحط فيهم كل التحف والاثار اللي عنده، وهيعيش جواه، على شرط ان لما يموت أو يسافر من مصر يتحول البيت لمتحف باسمه
وفعلا وافقت الحكومة وصرف جاير على ترميم البيتين دول فلوس كتييييير جدا، علشان يرجع شكلهم زي ما كانوا قبل كده، وربط بينهم بجسر، وبقى البيت مليان بالاثار والتحف اللي جت من كل حتة في العالم ومختلف العصور، ما هو كان بيعشق جمع التحف (واحنا بنجمع طوابع اخرنا) فأي قطعة من أثاث البيت ده دلوقتي تعتبر أثر مميز.
بس على فكرة جاير مجددش البيت من فراغ، بعض القصص بتقول أن جاير أيام ما كان لسة شاب كان بيحب بنت عايشة في البيت، حب صامت عمره ما قالها، بس كان بيعدي علشان يشوفها واقفة بالبرقع في المشربية أو الشباك يعني، فكانت البنت دي سبب أنه يشتريه، ويبقى عندنا متحف مميز زي ده.
لكن فيه أقاويل تانية بتقول ان جاير بس كان بيتمشي في السيدة زينب وعجبه البيتين، فقرر انه يععرض على الحكومة أنه يأجرهم ويظبطهم تاني وهما وافقوا
وعاش أندرسون في البيت مع الخادم بتاعه اللي فضل يحكي لجاير كل الأساطير والقصص الحقيقية والكذابة المربوطة بالبيت، اللي خلت جاير يكتب كتاب كامل اسمه “أساطير بيت الكرتلية” ونشره في لندن وحقق نجاح كبير جدا، ومتقلقش هتلاقي الكتاب مترجم عربي كمان.
وعدت السنين وسافر جاير أندرسون سنة 1942 لإنجلترا بسبب صحته المتدهورة، وبعدها مات 1945
واتنقل البيت لملكية الحكومة المصرية بكل اللي جواه من اثار، وحولته الحكومة لمتحف بأسم جاير أندرسون تخليدا لاسمه، وبقت كل الاثار دي ملك للشعب يقدر يشوفها براحته زي ما طلب جاير.
والمتحف ده متكون من 29 قاعة، وزاد عليهم 6 قاعات جديدة، زي القاعة الدمشقية، والتركية، و قاعة روائع الكريتلية اللي مليانة قطع مميزة من التحف زي المباخر، والشكمجيات، وغيرهم كتييير
متحف جاير أندرسون في السينما العالمية والعربية
ومن كثر ما البيت ده كان مليان أساطير زي أسطورة البئر الموجود جوا البيت اللي بيخليك تشوف حبيبك لو اتمنيت تشوفه، أو قصة الثعبان اللي كسر ازازة ماية مسممة علشان سكان البيت ميشربوش منها، وغسرها من القصص موجودة في الكتاب، خلت البيت شهرته توصل للعالم، علشان كده اتصور فيه كذا فيلم عربي وعالمي زي مثلا جيمس بوند سنة 1977
The spy who loved me
واتصور كمان فيه بين القصرين، والسكرية، والحرافيش، والفيل الازرق 2
والناظر علاء ولي الدين، وغيرهم كتييييير، فهو بيت تصميمه بيدي دائما للسينما جمال مختلف
في الأخر
الحب قدر يخلي عندنا متحف من أجمل المتاحف، حب جاير للبنت، وحب جاير لمصر، اللي قال عليها في مذكراته الموجودة في متحف فيكتوريا وألبرت ف لندن ان “مصر أحب الأرض إلى قلبي، لذلك لم أفارقها، لأنني قضيت بها أسعد أيامي منذ مولدي”.
وتقدروا تشوفوا الفيديو من الفيديو على انستجرام
https://www.instagram.com/reel/ChccHvrOM8M/?igshid=ZDg1NjBiNjg=